الأربعاء، 19 مارس 2014
3:45 م

هل الموت نهاية حياة الانسان ؟

الإنتهاء ، الحزن ، المصيبة ، الرعب ، الكارثة ، الخسارة ، اليأس ، الوحدة ، الخوف ، الوحشة ، القبر ...

تلك المعاني وغيرها تقفز الى الذهن عند ذكر الموت

فما هو الموت

الموت : بوابة حتمية ، ينتقل الإنسان عبرها من عالم الدنيا الى عالم البرزخ ، فكما أن الموت نهاية للحياة الدنيا ، فهو بداية للحياة البرزخية .. وكل انسان كان ميتا في عالم العدم ( الغيب ) ، ثم انتقل إلى عالم الرحم بكلمة كن ، ثم انتقل إلى الحياة الدنيا بالولادة ، وسينتقل إلى عالم البرزخ بالموت ، ثم ينتقل إلى عالم الآخرة بالبعث .

من جعل الحياة الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه سيتبادر إلى ذهنه كل المعان المفزعة عن الموت وأما من آمن وعمل صالحا فسينقله الموت إلى عالم النعيم الأبدي .

الموت له رهبة لأنه ينهي حياة اعتدنا عليها حتى صار من الصعب فراقها ، ولأنه ينقلنا الى عالم نجهل هل سنكون فيه سعداء أم أشقياء ، و الموت رهيب لأنه يبين حسن الخاتمة من سوئها ، والموت رهيب لأنه يعني الوقوف أمام الله وعدن إتاحة أي فرصة لإصلاح ما أفسدنا .

ومن أعظم ما اتفق عليه البشر قاطبة هو الموت ، فهو حقيقة واقعة في كل لحظة ، ومن مات لا يرجع الى الدنيا ورغم معرفتنا بحقيقة وقوع الموت فإن الغفلة تستولي علينا بسبب مغريات الدنيا ووساوس الغرور .

وفي الموت رحمة ، فلو لم يمت الناس لازدحم هذا الكوكب وضاق بأهله ، ثم تصور ظالما كالنمرود وفرعون كم يعيثان في الأرض فسادا لو بقيا خالدين ، وتصور كم سيتعب المستضعفون وذوو الإمراض المزمنة .

إن بعض الوعاظ والقصاصين يستغل رهبة الموت ، فيصوره للناس بكل رعب لدرجة القنوط ، علما بأن الموت في الإسلام ما هو الا ولادة لعالم آخر أرقى و أبقى ، إن الموت وسكراته ، والقبر وملائكته يجعلها الله لتكريم المؤمن ولإهانة الكافر ، فكن مؤمنا يعمل ما يستطيع من الصالحات ويتجنب الكبائر او يتوب منها و داوم على الدعاء بحسن الخاتمة ليكون قبرك روضة من رياض الجنة وليس حفرة من حفر النيران .

ومن العجائب ان الموت كما هو نهاية لهذه الحياة فهو في نفس الوقت محرض على أعمارها وازدهارها ، وذلك أن المؤمن اذا تيقن بقصر حياته وانها قد تنتهي في أي لحظة ، فإنه سيبادر الى العمل الصالح والنافع في الدنيا والآخرة وسيجتهد في الإعراض عن السفاسف والآثام قبل أن يباغته الموت ، ألا ترى أن فريق الكرة يبادر إلى اللعب بحماس ونشاط لتسجيل الأهداف قبل ان يعلن حكم المباراة عن نهايتها بإطلاق صافرته ؟ فكيف اذا كان اللاعبون لا يعرفون هذا التوقيت فستجد أنهم حرصين على استغلال كل دقيقة من وقت المباراة ، فالموت هو الصافرة لنهاية مباراة الحياة ، فحقق أهدافك النبيلة والنظيفة والمشروعة قبل أن تنتهي أشواطها . ولا تنشغل بالدنيا فقط او بالأجرة فقط بل خذ من هذه وهذه .

الإنسان إذا ترك آثارا طيبة في حياته فإن ذكراه ستبقى بعد مماته ، فكم من عظماء لا تزال سيرتهم تذكر بكل فخر ، كما أن الإنسان الذي لم يقدم ما ينفع الناس فهو ميت و لو عاش فوق المائة من السنين ، وقد وصف القرآن الكريم أقواما بأنهم كالموتى ، لأنهم لا يفقهون ولا يؤمنون وبالتالي فلا نفع فيهم


ولكي تستفيد من الموت أخي المؤمن فعليك بهذه الخصال :

الدعاء بحسن الختام ، الإكثار من صدقة السر فإنها تقي مصارع السوء ، بر الوالدين ، إياك والظلم فإن الظلم ظلمات ، تجاوز عن عباد الله لوجه الله ، والزم ما افترض الله عليك من صلاة وصيام وزكاة وحج ، واجتنب الكبائر فإن وقعت فيها فبادر إلى التوبة .

وختاما نقول اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم لقاك


فحاسب نفسك فبل انت تحاسب

0 التعليقات:

إرسال تعليق