الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014
3:40 م

الإسراف يؤدي إلى الطلاق


في العصر الحديث وبعد أن أقرت الدول الغربية قانون الطلاق، أصبح بإمكان الزوجين أن يفترقا في حال استحالة التعايش بينهما، بعد أن كان هذا الأمر محظوراً لمئات السنين حسب قانون الكنيسة. وبدأت حالات الطلاق تتزايد بشكل كبير حتى بلغت حدوداً مرعبة في دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تبلغ فيها نسبة الطلاق نسبة 50 % بين المتزوجين!!
ولذلك فقد قام باحثون في جامعة Emory University في الولايات المتحدة وذلك بدراسة هذه الظاهرة، وتبين أن الإسراف في نفقات الزفاف يساهم في تعاسة الزوجين ويزيد من احتمال الطلاق! ويقول البروفسور Andrew M Francis إن زيادة نفقات الزفاف قد تسبب تراكم بعض الديون وتساهم في نشوء مشاكل اقتصادية للزوجين.
إن جعل المرأة تعيش في مستوى مادي عالي قبل الزواج وخلال فترة "الزفاف وشهر العسل" ثم انخفاض هذا المستوى بشكل مفاجئ أثناء الحياة العادية وما فيها من مشاكل اقتصادية وصعوبات، ينعكس سلباً على الحياة الزوجية ويساهم في خلق مشاكل كثيرة قد تنتهي بالطلاق.
 
أظهرت دراسات كثيرة خطورة الإسراف في المال وذلك على الدماغ والنظام المناعي ونظام عمل الجسم بشكل عام. فالإنسان عندما يعود نفسه على إتلاف المال من غير سبب أو من دون فائدة تعود عليه بالنفع والاستقرار، فإن الدماغ يتأثر تماماً مثل الذي يلعب القمار.. وبالتالي يؤدي ذلك مع الزمن لعدم الإحساس بالسعادة وقد يؤدي للإكتئاب .. وربما سمعنا عن مشاهير أصيبوا باكتئاب حاد وانتهت حياتهم بالانتحار على الرغم من الغنى الفاحش والإسراف المادي الكبير الذي يعيشون فيه.
ولذلك ينصح الخبراء بالإقلال من تكاليف الزواج للتمتع بحياة زوجية أفضل.. وهنا يتجلى السؤال: ماذا عن تعاليم ديننا الحنيف؟
لقد نهى الإسلام عن الإسراف وأمر بالاعتدال في كل شيء، ولذلك فإن ما يتم إنفاقه اليوم من مصاريف حفلات الزفاف الفاخرة قد نهى عنه الإسلام، لأن الزوجين أولى بهذه الأموال، للإنفاق على الأولاد في المستقبل. وبالتالي فإن الإسلام عندما نهى عن الإسراف فقد حصن الزوجين منذ بداية حياتهما الزوجية.
لقد وضع الإسلام مبدأ مهماً وهو "المهر" وهو عبارة عن مبلغ من المال أو الذهب أو المتاع يتفق عليه ويعطى للزوجة قبل الزواج أو يؤخر لما بعده. إن مثل هذا المهر يعتبر عامل أمان للزوجين، وبخاصة في حالة تعرضهما لأزمة اقتصادية حيث يمكنهما بيع شيء منه (كالذهب مثلاً)، وهذا سيساعد على استمرار الحياة بشكل أفضل وتجنب احتمال الطلاق.
كذلك فإن الإسلام نهى عن الإسراف .. قال تعالى: ( وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام: 141].  مع العلم أن النبي الكريم أوصى بالنساء فقال: (استوصوا بالنساء خيراً) [رواه البخاري]. والله تعالى وضع لنا قاعدة ذهبية في التعامل مع النساء فقال:(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا ‏كَثِيرًا) [النساء: 19].
فهذه الآية الكريمة تأمر المسلم أن يعامل زوجته معاملة حسنة، حتى ولو كره منها بعض التصرفات، فلا يجوز له أن يؤذيها بل أن يدرك وجود خير ما في هذه المرأة، يمكن أن يأتي من خلال مولود تنجبه له، أو من خلال رزق سيأتيه ببركة هذه المرأة وحسن إدارتها للبيت...
وأخيراً: هل نحسن معاملة من حولنا ونقتصد في مصاريف المعيشة ونتمتع بحياة أفضل؟ إذاً لنتبع تعاليم القرآن.. لأنها تعني الحياة السعيدة والطيبة.
بقلم عبد الدائم الكحيل:         www.kaheel7.com/ar

المراجع

0 التعليقات:

إرسال تعليق