الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014
3:42 م

سلسلة الافتراءات (10) الإعجاز العلمي في عدالة الصحابة


بعض المشككين بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم قالوا إن بعض الصحابة ارتدوا بعد وفاة النبي الكريم وانقلبوا على أعقابهم... وبعد ذلك كذبوا على رسول الله وخانوا الأمانة وحرفوا دين الله... وتهم كثيرة نجدها لدى بعض من يعتقد هذا الاعتقاد... فما هي الحقيقة؟
يدّعون أيضاً أن هؤلاء الصحابة (ومنهم للأسف سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه) قد ابتدعوا أحاديث من عند أنفسهم ونسبوها للنبي زوراً وبهتاناً منهم! ولذلك لا يمكن أن نأخذ ديننا عن أمثال هؤلاء – كما يقولون – ويجب أن نحذر من الأحاديث المروية عنهم.
طبعاً هؤلاء الصحابة الكرام ليسوا بيننا ليدافعوا عن أنفسهم، ولا توجد طريقة علمية نستطيع بها أن نبرّئ هذا الصحابي أو ذاك لأن كتب الحديث تزخر بالأحاديث الصحيحة والأحاديث الموضوعة، وكل فرقة تدعي أنها على الحق... ولذلك نلجأ إلى أسلوب الإعجاز العلمي.
هناك الكثير من الأحاديث الشريفة تتضمن إشارات علمية لم يكن لأحد علم بها على عهد النبي ولم يكتشفها العلماء إلا في القرن العشرين، لذلك لا يمكن أن تكون مثل هذه الأحاديث قد صدرت عن غير النبي لأنه متصل بالوحي وهذه الأحاديث تشهد على صدق رسالته إلى الناس جميعاً.
وعندما نطلع على رواة هذه الأحاديث نجدهم من الصحابة الذين طعن بعضهم في صدقهم، ولذلك فإن أحاديث الإعجاز العلمي تعتبر دليلاً قوياً على صدق هؤلاء الصحابة وعدالتهم وأنهم لم يكذبوا على رسول الله كما يدعي البعض.
دعونا الآن نتأمل بعض الأمثلة، وهي كثيرة جداً تقدر بالمئات، ولكن لنأخذ عدة أحاديث مع رواتها وندرس الإعجاز العلمي فيها... عسى أن يقتنع هؤلاء بعدالة الصحابة... مع العلم أننا لا ندعي أن كل من عاصر النبي هو من الصحابة، فهناك المنافقون والمشككون واليهود ومن يدعي الإسلام... وهناك من ارتد بعد وفاة النبي ... هؤلاء ليسوا من الصحابة على الرغم من أنهم عاشوا مع النبي وتحدثوا معه وعاصروه ربما أكثر من بعض الصحابة!
إذاً الصحابي هو من صاحب النبي بصدق وبقي على ذلك حتى توفاه الله، أما المنافقون فليسوا من الصحابة مع العلم أنهم صاحبوا النبي بمعنى تحدثوا معه وجالسوه ولكنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم... نحن نتحدث عن الذين صدقوا النبي صلى الله عليه وسلم فقط.
هناك مئات الأحاديث التي رواها أبو هريرة رضي الله عنه، وأثبت العلم صدق هذه الأحاديث، دعونا نختار هذين الحديثين كمثال على ذلك:
حديث البرق
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أحداث المرور على الصراط يوم القيامة: (وتُرسَلُ الأمانةُ والرَّحمُ، فتقومانِ جَنبتيِ الصِّراطِ يمينًا وشمالًا، فيمرُّ أوَّلُكُم كالبرقِ قالَ: قُلتُ: بأبي أنتَ وأمِّي أيُّ شيءٍ كمرِّ البرقِ؟ قالَ: ألم تَروا إلى البرقِ كيفَ يمرُّ ويرجعُ في طَرفةِ عينٍ؟ ثمَّ كمرِّ الرِّيحِ، ثمَّ كمرِّ الطَّيرِ، وشدِّ الرِّجالِ، تَجري بِهِم أعمالُهُم ونبيُّكم قائمٌ على الصِّراطِ يقولُ: ربِّ سلِّم سلِّم...) [رواه مسلم].
 
لقد أثبت العلم الحديث أن شعاع البرق بالفعل يمر من الغيمة إلى الأرض ويرجع باتجاه الغيمة وتحدث هذه العملية خلال زمن يساوي تماماً الزمن اللازم لطرفة العين، وهنا يثبت الإعجاز العلمي في قول النبي (ألم تَروا إلى البرقِ كيفَ يمرُّ ويرجعُ في طَرفةِ عينٍ).. وهذا يثبت صدق سيدنا أبي هريرة وأنه بلغ ما سمعه من الحبيب صلى الله عليه وسلم بكل أمانة.
أما الأحاديث الضعيفة والموضوعة فلا علاقة لسيدنا أب هريرة بذلك، إنما سببها الذين جاؤوا بعد النبي بمئات السنين وكذبوا على النبي صلى الله عليه وسلم، أما الصحابة الكرام فهم منزهون عن الكذب أو التزوير أو الافتراء على النبي عليه الصلاة والسلام.
حديث الذباب
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا وقع الذبابُ في إناءِ أحدِكم فليغمسْه كلَّه، ثم ليطرحْه، فإن في أحدِ جناحيه شفاءً وفي الآخرِ داءً) [رواه البخاري]. فقد أثبت العلم الحديث أن الذباب يحمل على سطحه الخارجي كميات من البكتريا والفيروسات الضارة ولا يتأثر بها، وبعد دراسات طويلة تبين أن الذباب يحوي أيضاً على سطحه الخارجي مضادات حيوية قوية جداً تقاوم هذه البكتريا وتؤمن له التوازن!
 
أي أن الحقيقة العلمية تؤكد أن الذباب يحمل الداء والدواء، وأنه يمكن استخراج هذه المضادات الحيوية من خلال غمس الذباب في سائل مثل الماء. وهذه الحقيقة أكدها الحديث الشريف من خلال قول الحبيب الأعظم: (فإن في أحدِ جناحيه شفاءً وفي الآخرِ داءً)، وهذا يثبت صدق هذا الحديث وعدالة من روى هذا الحديث وهو أبو هريرة رضي الله عنه.
وهكذا أحاديث كثيرة في مجال الإعجاز العلمي تثبت عدالة وأمانة الصحابة رضوان الله عليهم، وأن كل من يطعن بأصحاب النبي الكريم، لا يستند لحقائق علمية بل يستند إلى مجرد روايات تاريخية لا تمثل الحقيقة، بل كتبها أناس يهدفون للطعن في الإسلام وريما يكون وراء مثل هذه الروايات اليهود.
ولذلك نتذكر هذه الآية العظيمة (
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 100]. هذه الآية تؤكد بشكل قاطع أن كل من هاجر مع النبي الكريم وكل من نصره من الأنصار قد رضي الله عنهم، والله لا يرضى على مرتد.. فكيف بمن يقول إن سيدنا أبا بكر الصديق وهو أول المهاجرين مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم، ارتد!! كيف يكون أبو بكر رضي الله عنه مرتداً ... والله تعالى يؤكد في آية صريحة أنه قد رضي عنه؟ وهل الله يرضى عن مرتد؟؟ أو لا يعلم بأنه سيكفر بعد موت النبي؟

لذلك أرجو من كل أخ مؤمن أحب الله ورسوله ورضي بالقرآن إماماً أن يراجع نفسه ولا يقتنع إلا بالحقائق العلمية والآيات القرآنية الثابتة... أما الروايات التاريخية فهي كثيرة قد تصيب وقد تخطئ.. وليتذكر أنه سيقف يوم القيامة أمام الحبيب صلى اله عليه وسلم وأمام هؤلاء الصحابة الكرام... فماذا سيقول؟ نسأل الله تعالى أن يهدينا لما اختُلف فيه من الحق.. إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
بقلم عبد الدائم الكحيل:        www.kaheel7.com/ar
المراجع

 http://www.aldis.at/research/index.html
http://thunder.nsstc.nasa.gov/primer/
http://www.lightningeliminators.com/Lightning%20101/lightning_glossary.htm
Danny Kingsley , The new buzz on antibiotics, www.abc.net.au,  1 October 2002.
Fruit Flies May Pave Way To New Treatments For Age-related Heart Disease, Burnham Institute, 2007.
The ointment in the fly: antibiotics, The Economist, December 3, 1994.
Protein in Fly Saliva Speeds Healing of Incisions, Wounds, Auburn University, 23 Jan 2005.

Fruit Fly Insight Could Lead To New Vaccines, Stanford University, March 11, 2007. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق