دراسات كثيرة أجراها علماء السلوك الحيواني أثبتوا من خلالها أن الحيوانات تشبه المجتمعات الإنسانية إلى حد بعيد. وفي دراسة بريطانية جديدة تبين أن كل فرد من أفراد القطيع، سواء في عالم الحيوانات الأليفة أو المتوحشة، يتميز بشخصية مستقلة... يحب ويكره، يخاف ويحزن، يفرح ويكتئب... أي أن جميع المشاعر البشرية موجودة في عالم الحيوان.
إن كل فرد من أفراد هذا القطيع له طباع وشخصية وعادات يتميز بها عن غيره، وهذا ينطبق على معظم أنواع الحيوانات. إذاً الحيوانات تشبه البشر في تكوينها للمجتمعات بشكل يشبه تماماً المجتمعات الإنسانية، أي هناك تماثل بين الأمم من الحيوانات والأمم من البشر. وهذه النتيجة جاءت بعد دراسات ومراقبة طويلة في عالم الحيوان، ولكن القرآن ذكر هذه الحقيقة قبل 1400 سنة!!
ويؤكد علماء الحيوان أن كل فرد من أفراد القطيع له "نفسية" خاصة به، وله عادات وطباع ويختلف عن فرد آخر من أفراد القطيع. وهذا ينطبق على جميع الحيوانات. ولذلك فإن العلماء غالباً ما يستخدمون التشبيه بالبشر أو بالمجتمعات الإنسانية في عالم الحيوان. لأنهم بالفعل وجدوا أن مجتمعات الحيوان تشبه مجتمعات البشر. بل يقولون إن أفضل طريقة لفهم الحيوانات أن نقارنها بالأمم من الناس!
لا تظن عزيزي القارئ أن هذا الطير لا يفقه أو لا يعقل، بل إن العلماء يقولون إن لديه شخصية مستقلة، يحب ويكره، يغش ويخدع، ولديه إخلاص ووفاء لمن يحب، ويستطيع أن يميز بين الخير والشر ... إنها صفات تماثل صفات الناس، ولذلك يؤكد العلماء أنها تشبه البشر!!
لا تظنوا هذه الحشرة أنها مخلوقة عبثاً، إنما لها مهام ووظائف ونشاطات اجتماعية، إنها تميز بين الخير والشر، وهي تنشئ علاقات اجتماعية مع غيرها، لها أصدقاء ولها أعداء، وهي تعرف الصديق من العدو، وهي تتعاون وتعمل وتخطط وتنفذ... تقوم بجميع المهام التي يقوم بها الإنسان، ولكن على طريقتها الخاصة، ولذلك يؤكد العلماء أن عالم الحشرات شبيه بعالم البشر!!
وليس غريباً أن نجد هذا الوصف العلمي الدقيق في القرآن في قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].... ونقول لكل من يشك برسالة الإسلام: من أين جاء محمد صلى الله عليه وسلم بهذا العلم؟ وكيف علم أن الحيوانات والطيور هي أمم أمثالنا؟ إن هذه الآية تتفق تماماً مع ما يقوله علماء الغرب اليوم، ولذلك هي دليل مادي ملموس على أن القرآن كلام الله تبارك وتعالى.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع
مصدر المعلومة: تقرير علمي على قناة بي بي سي BBC
مصدر الصور: ناشيونال جيوغرافيك Nationalgeographic
0 التعليقات:
إرسال تعليق