مَا منْ كلمةٍ يلفظُها الرئيس الأمريكِي باراك أوباما، في خطبه، إلَّا وثمَّة رقباء يشرحُون دلالاتها، ويقدرون الصيغ التِي قيلتْ بها، نظرًاا لما يولَى من أهميَّة للتواصل ومهاراته لدَى الزعماء الغربيين، الذِين يتخذُون خطبهم بوابةً للتأثير في مخاطبيهم، بالداخل كما الخارج.
معهدُ "بولدْ داتَا" جردَ بياناتٍ عنْ خطبِ أوباما، ورصد مضامينها بكثير من التدقيق، ليخلصَ إلى 5 حقائق عنْ شخصيَّة أول رئيس أسود للولايات المتحدة الأمريكيَّة، وفقًا لما يقولُ، والنحو الذِي يتفاعلُ به.
أوباما يركزُ أكثر على الشؤون الداخليَّة
الحقيقة الأولى كما ترصدها الدراسة، تنوع الخطب التِي يلقِيها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بمعنَى أنَّ قضايا كثيرة ومتنوعة تثار كل سنة، حتَّى وإنْ كانَ أوبامَا يركزُ على مواضيع معينة تستأثر باهتمام زائد في بعض الأوقات، على حساب الأخرى، وذلكَ بالنظر إلى طروء تغييرات جيو سياسية، أوْ بفعل تغير في أجندة الرئيس الأمريكي. حتى أنَّ رصدًا للكلمات التي ألقاها أوبامَا فِي 2009 وَ2012 وَ2013، بإمكانه أنْ يجعل المتابع يخلصَ مثَلًا إلى أنَّ بعض المواضيع ظلتْ ثابتةً بشكل نسبي مثل الاقتصاد والوظائف والضرائب،في حين أنَّ مواضيع أخرى ظلتْ تتردُ على لسانه كرومنِي والأمن والجيش.
استقراء خطب أوباما يقودُ إلى ملاحظتين، حسب الدراسة، أولهما أنَّ سنةً من الزمن تتيحُ للرئيس الأمريكي أنْ يتناولَ مواضيع كثيرة، بحيث أنَّ الجانب البيئي الوحيد الذي يمكن القول إنه لا يحظَى باهتمام كبير لدى أوباما، فيما لا ينفكُّ يولِي أهميَّة كبرى للشؤون الداخليَّة مثل الركود والاقتصاد.
أمَّا الملاحظَة الثانيَة فهيَ أنَّ أوباما، وبالرغم من انصرافه للشؤون الداخليَّة بشكل أكبر، قياسًا بسابقه جورج بوش، إلَّا أنَّ أحداث الخارج، تجذبُه بدورها، سيما عند الانتخابات الرئاسية والأزمات.
أسلوبٌ مقنع في الخطب
النجاحُ الذِي حققه أوباما يمكن عزوهُ، في قسمٍ كبير منه، حسب الدراسة إلى أسلوبه في إلقاء الخطب، وربطه بين الكلمات التِي ينتقيها بعناية، وطريقه توضيبه للأفكار التي يعرضها وإقامة علاقات سببية بينها، فضلا عن استخدام كلماتٍ مؤثرة في المتلقي من قبيل ضمير الجمع "We" وَ"Americans" وَ"People".
الوثوقُ في الخطابات سمةٌ أخرى من سماتِ أوباما، فيما يعرضُ من أفكار، حيث إِنَّ الكلمات التِي يلقيها غالبًا ما تجيءُ بالدرجة نفسها من التأكيد، وإنْ كانَ أوبامَا، يميلُ نحو نسبيَّة أكثر مع نهاية السنة، كما حصل في غشت 2011، حين كان يهمُّ برفع سقف الدين الفيدرالِي، إذْ كانَ أكثر احترازًا، وهو ما ينطبقُ أيضًا على الأشهر السابقة على الانتخابات، وتقديمِ برنامجه بطريقة متفائلة ومؤثرة، للناخب الأمريكي.
روسيا؛ أكثر كلمة يلهجُ بها لسان أوباما بعد أمريكا
بعد كلمة الولايات المتحدة الأمريكيَّة الأكثر ترددا في خطب أوباما، تأتِي روسيا مباشرة إلى جانب الصين وكوريا الشمالية.
وعند قياس تردد أسماء الدول في خطب أوباما، تبرز أربع مستويات، أولها دولٌ قلما يشيرُ إليها أوْ لا يشير إليها البتة، مثل المغرب وجنوب إفريقيا والنرويج، فيما يضمُّ المستوى الثاني دولًا من أوربا وأخرى كالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من قبيل فرنسا وأوكرانيا وليبيا ومصر وسوريا.
المستوَى الثالث من تردد أسماء الدول على لسان أوباما، يحيل إلى دول قويَّة مثل روسيا والصين وإسرائيل، أوْ دول أخرى في المقابل، كإيران وكوريا الشمالية وأفغانستان والعراق. أمَّا المستوى الرابع فللولايات المتحدة، مما يظهرُ إيلاء الرئيس الأمريكي أهميَّة أكبر للداخل، قياسًا بالخارج.
أوباما سعيدٌ لدى الحديث عن خططه.
أوباما سعيدٌ لدى الحديث عن خططه.
أوباما سعيدٌ عند عرض برامجه
في هذا الجانب تتناول الدراسة إحساس الرئيس أوباما، تجاه بعض الأحداث الكبرى، وذلكَ بناءً على ما جرى رصدهُ من 2009 حتى 2013، لتخلصَ إلى أنه يبدُو سعيدًا لدى الحديث عن خططه، وإن كان تفاؤله يخفتُ في بعض الأحيان، كما حصل في ديسمبر 2010 وقدْ خرج من نقاشٍ حول المصاعب الاقتصاديَّة التي تواجهها بلاده.
بيد أنَّ أوباما تحدثَ بنبرة الواثق يومَ قتل رأس تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في باكستان، وخرجَ بغيرِ قليلٍ من الذاتية، ليقولَ إنَّ الحرب التِي تخوضها الولايات المُتحدَة ضدَّ الإرهاب، كسبتْ أحد راهاناتها بمقتل بن لادن.
أوباما والثقة في النفس
بدءً من مارس 2012، كان شعورُ باراك أوباما تخفتُ بشكل ملحوظ بسبب الانتخابات الرئاسيَّة، حتى أنَّ جلستي النقاش اللتين جمعتاه برومني،أبانتا عنْ نقص في الثقة بالنفس، وهو ما تغير بشكلٍ ملحوظٍ في النقاش الثالث بعد إعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدَة. وهو ما تظهرُ معه دراسة الباحث أنس بنسرير، أنَّ ثقة أوباما في نفسه، لا تثبتُ على حالٍ واحد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق