لمْ تنبلجْ بعد مساحاتُ الظل المحيطة بلغز الطائرة الماليزيَّة، بعد أنْ اختفتْ يوم السبت الماضِي، دونمَا إشعارٍ من طاقمها، بشأنِ انعطافةٍ أوْ طارئٍ، فيما يجرِي تكثيف جهود البحث، المتجهة أكثر فأكثر، نحو استبعاد فرضيَّة وقوفِ عمليَّة إرهابيَّة وراء الاختفاء المحير للبوينغْ 777-200ER، التِي كانتْ تقلُّ 239 راكبًا على متنها.
الرحلة MH370 التي حيرتْ عتاة خبراء الطيران، استدعتْ تكثيف عشرات السفن والطائرا، بأطقم من تسع بلدان تضم الصين والولايات المتحدةـ وماليزيا، وأستراليا وسنغافورة وفيتنام وإندونيسيا وتايلند ونيوزيلندا وأستراليا وتايلند. بحثها جنوب الصين، سيما في المنطقة التي توارتْ فيها الطائرة عنْ الرادار، إذْ امتدت عمليات البحث مما يربُو على 90 كيلومترًا إلى 200 كيلومتر، عن المكان الذِي فقد فيه برج المراقبة الاتصال بالطائرة.
في البحث عنْ بقايا الطائرة من أجل الاهتداء إلى السبب الذِي كانَ وراء المأساة، قررتْ السلطات الماليزيَّة بمعيَّة مصالح الطيران المدني الاستعانة بالقدرات التقنية للأقمار الاصطناعية العسكرية . وذلكَ بعدما كانت الفرضيات تحوم حول جوازيْ سفر مسروقين تم الولوج بهما إلى الطائرة.
رئيس الشرطة في كوالامبور، كانَ قدْ أعلنَ، في وقتٍ سابق، أنَّ واحدًا من المشتبه بهما إيرانِي، وإنَّ لا صلة له بأيِّ مجموعة جهاديَّة، حيث إنَّ والدته التي أخبرتْ بوجوده على متن الرحلة لأنها كانتْ تنتظره في فرانكفورتْ، وحسب مصدر ديبلوماسي من الصين، فإنَّ الإيرانيين لمْ تحدوهمَا رغبةٌ في تنفيذِ مخططٍ إرهابِي وإنما كانَا يرميان إلى الهجرة نحو أوربا، مرورًا بالعاصمة الصينيَّة بجين.
الغموض الذِي لا زالَ يلفُّ أسباب اختفاء الطائرة الماليزيَّة، دفعَ الوكالة الأمريكيَّة للأمن والنقل؛ المعروفة اختصارًا بالـ NTS، إلى إيفاد فريق تقني، رفقة مدمرة من البحريَّة الأمريكيَّة، من أجل تسخير خبراتهم للبحث، وفقً لما أعلنَ عنه الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، جي كارنِي، بالأمس.
إلى ذلك، أفاد مصدرٌ من الشرطة الدوليَّة "الانتربول" في ليون، كما أوردتْ صحيفة "لوموند" أنَّجوازيْ السفر المستخدمين في الرحلة سرقا في بانكوك، قبل سنة. في الوقت الذِي تعرفُ التايلاند بين أجهزة الاستخبارات العالميَّة كمعقل لتزوير الوثائق.
حيثُ غالبًا ما تلجأ إليها الشبكات الإجراميَّة والإرهابية من أجل التمويه، وإنْ كانت الانتربول تستبعدُ فرضيَّة قووف عمل إرهابِي وراء الحادثة. سيما أنَّ الاستخبارات الأمريكيَّة التي استندتْ إلى الفيديو المسجل في المطار للشخصين لمْ يظهرْ صلةً لهما بمجموعات جهادية.
من جانبها، تواصلُ الشرطة التايلانديَّة رفقة شرطيين دوليين التحقيق مع وكالة أسفار بياتا التايلانديَّة، التي باعتْ التذاكر للمسافرين ذوِي الجوازين المزورين، والتي لا تشملُ سوى الذهاب، دون الإياب، بأقل سعر في السوق، حيث تمَّ شراء التذكرتين من قبل شخص ثالث، يحملُ اسمًا قدْ يكون مزورًا هو الآخر (علي)، فيما جرى تأجيل الرحلة مرة واحدة، بعدما دفع ثمن التذاكر نقدًا.
وكالة الأسفار تقولُ إنَّ من العادِي بيعُ تذاكر لأشخاص يقتنونها لأطراف أخرى، أوْ لوسطاء، وذلكَ ليقومُوا برحلاتٍ غير مباشرة صوب أوربا، كالمرور عبر الصين وإفريقيا الغربيَّة. علمًا أنَّا كوالامبور تمثلُ إحدى المحطات الأثيرة للمهاجرين سريًّا عبر العالم.
وفيما يتواصل الغموض بشأن الطائرة المفقودة، رأى الأمين التنفيذي لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، لاسينا زيربو أن التكنولوجيا الصوتية بوسعها أنْ تدلَّ على موقع الطائرة الماليزية. لافتًا إلى أنهُ طلب التحقق من البيانات،على اعتبار أنَّ حصول أيَّ انفجارٍ في الجو يجرِي التقطاطه من التكنلوجيات الجويَّة.
أمَّا آخر المعطيات المثيرة، بشأنِ التحقيق في مصير الطائرة "الماليزية" وركابها، فتلك التي أوردتها صحيفة "واشنطن بوستْ" بشأن هواتف المفقودِين، حيث نقلتْ عن عائلة أحدِ الركاب الصنيين قولها إنَّ هاتفَ المفقود لا زالَ يعملُ، وظلَّ يرنُّ بعد مضيِّ مدة غير وجيزة من اختفاء الطائرة، كما أنَّها رصدتْ اتصالهمْ من موقع التواصل الاجتماعِي المعروف في الصين بـQQ.
موقع china.org نقل أيضًا عن 19 من أقارب المفقودين، أنَّهم حاولُوا الاتصال بذويهم، وظلتْ الهواتف ترنُّ، فيما أجابتْ أخرى لكن لا شيء يسمعُ منها، وعادتْ إلى الانقطاع بعد ثوان، وهو ما يضيفُ لغزًا آخر حسب مراقبين، بالنظر إلى صعوبة رنين الهاتف، بعد نفاذ بطاريته أوْ تضرره، ليتواصلَ بحثُ الخبراء والدول عنْ سرِّ الرحلة " MH370".
وفي غضون ذلك ذكرت صحف محلية ماليزية استنادا إلى معلومات حصلت عليها من مصادر عسكرية، أن الطائرة غيرت وجهتها في نقطة تبعد مئات الكيلومترات عن الموقع الذي ذكره تقرير سلطات الطيران المدني، مشيرة إلى أن رادارا تابعا لإحدى القواعد العسكرية الماليزية، رصد الطائرة في منطقة "بولاو براك" شمال مضيق ملقا الواقعة بين جزيرة سومطرة الأندونسية وماليزيا وتايلند.
0 التعليقات:
إرسال تعليق