أقول: إن العلماء كشفوا النقاب عن شقوق على سطح القمر حيرتهم ولم يجدوا لها تفسيراً علمياً، ولكن الله تعالى حدثنا عن انشقاق كبير قسم القمر نصفين كما جاء في السنة المطهرة. ولكن هذه الشقوق التي رآها العلماء قد تكون مؤشرات لبدايات اكتشاف الحقيقة.
والحقيقة وردتني عدة تساؤلات حول هذا الموضوع، وأكرر هنا إننا كمؤمنين ينبغي ألا نشك في صحة ما جاء به القرآن، وعدم وجود دليل علمي قاطع على انشقاق القمر لا يعني أن القمر لم ينشق. وينبغي علينا كمؤمنين أن نتدبر القرآن ونبحث عن الحقائق لأننا سنجدها، ولكن إن لم نتمكن من العثور على دليل مادي فكلام الله لنا هو أكبر دليل.
وصدقوني يا أحبتي إنني أثق بالقرآن أكثر من ثقتي بما أراه وألمسه، وأثق بما عند الله أكثر من ثقتي بما بين يدي، والعلم متغير وفي كل يوم يكشفون أشياء جديدة، وعدم اكتشاف العلماء لعالم الجن لا يعني أنه غير موجود، وعدم اكتشاف العلماء للروح لا يعني أنها غير موجودة.... العلم ناقص والقرآن كامل، القرآن هو القائد والعلم تابع له، القرآن هو الحق المطلق والعلم متغير، ولكن علم الله لا يتغير، سبحانه وتعالى.
الملحدون غاصوا في هذه المواضيع وطلبوا الأدلة على كل شيء، فأنكروا قصص الأنبياء السابقين بحجة أنه لا يوجد سند تاريخي لها، وأنكروا وجود الله بحجة أنه لا يوجد دليل مادي على ذلك، وأنكروا يوم القيامة بحجة أنه لا دليل عقلي على أنه سيحدث...
إخوتي وأخواتي! إن أول صفة يتمتع بها المؤمن هي الإيمان بالغيب، وانظروا معي كيف أن أول صفة وردت للقرآن أنه لا شك فيه: (لَا رَيْبَ فِيهِ) وأول صفة وردت للمتقين أنهم: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)، يقول تعالى في بداية سورة البقرة: (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [البقرة: 1-3].
وخلاصة القول أن الحقائق العلمية تزيدنا إيماناً واطمئناناً ويقيناً وقرباً وثقة بالله تعالى، وعدم وجود إثباتات مادية لا تزيدنا إلا تمسكاً بهذا الدين، لأن الله تعالى يريد أن يختبر إيماننا، وإخلاصنا، ولو شاء لجعل كل الأمور واضحة ولجعل كل الناس مؤمنين، ولكن هناك أمور متشابهة يتبعها الذي في قلبه شك والمؤمن الحقيقي يعترف أن كل ما في القرآن هو الحق من عند الله: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ * رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 7-8].
0 التعليقات:
إرسال تعليق