أود الاستفسار عن أمر في غاية الخطورة: نجد كثيرا من النظريات المكتشفة الحديثة، تُعرض على أنها هي ما دل عليه القرآن الكريم، وقد تكون في الواقع معنى من معانيه وقد لا تمت لما أراده القرآن بصلة فهي مجرد نظريات تتبدل أو ربما غير ذلك، وأظن ذلك لا يخفى عليكم إن شاء الله. فما رأيكم؟
أقول يا أحبتي! علم الإعجاز هو علم ممتع يستهوي الكثيرين فتجد أي إنسان من الممكن أن يبحث في هذا العلم، فالقرآن هو كتاب العجائب وقد أمرنا الله أن نتدبره فقال: (أفلا يتدبرون القرآن) وهذا النداء موجه لجميع البشر كل حسب اختصاصه وكل حسب معرفته.
وقد يحدث بعض الخلل في أبحاث الإعجاز العلمي بسبب التسرع في إطلاق أحكام وتفسيرات وتأويلات غير صحيحة، وهنا يبرز دور المعترضين فتجدهم يهاجمون الإعجاز جملة وتفصيلاً! ولذلك ينبغي علينا أن نميز بين التفسير الصحيح القائم على منهج علمي وشرعي وبين التفسير الخاطئ، وهذا التمييز يحتاج لعلماء وباحثين ويحتاج أيضاً إلى إلهام من الله تعالى، فما هو العمل؟
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع أساساً رائعاً لأي اجتهاد في القرآن أو غيره فقال: (إذا اجتهد المؤمن فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر)، ولاحظوا معي كلمة (اجتهد) أي أن البحث يحتاج لاجتهاد وبذلك الكثير من الجهد والتفكير والتمحيص قبل نشر أي بحث.
وهذا ما حدث معي بالفعل عندما أكرمني الله باكتشاف النظام السباعي في القرآن الكريم، فقد أخذ مني البحث بحدود عشر سنوات ثم أخذت آراء العلماء (وهذه قضية مهمة) وناقشت هذا البحث مع الأصدقاء والمهتمين وبعض الباحثين لمدة سنتين وذلك قبل أن أنشر أي معلومة، لأنني أدركت أنني أتعامل مع أعظم كتاب على الإطلاق.
إن أحدنا إذا أراد أن يؤلف كتاباً أو يكتب محاضرة سيلقيها أمام وزير أو مدير مثلاً تجده يحرص على استخدام الكلمات المعبرة ويكرر ويردد ويسأل عن العبارات التي تجعل هذا المسؤول راضياً عن خطابه، إذا كان هذا يحدث بحق البشر فكيف ونحن نتعامل مع رب البشر تبارك وتعالى؟!
يقول عز وجل: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تُسألون)، عندما نفهم هذه الآية وندرك أننا سنقف بين يدي صاحب هذا الكتاب عندها نتروى كثيراً قبل أن ننشر أي معلومة تتعلق بالقرآن أو السنة المطهرة. وبنفس الوقت لا نمنع الناس من التدبر والتفكير والبحث فالقرآن كتاب مفتوح للبشر جميعاً، ومن حق أي إنسان أن يبحث في القرآن لأن الله تعالى يقول: (إن هو إلا ذكر للعالمين * ولتعلمن نبأه بعد حين) هذه الآية تدل على أن كل العالم ينبغي أن يذكر ويتدبر ويدرس القرآن، وأن الله سيكشف أنباء وحقائق جديدة باستمرار لتشهد على صدق هذا القرآن .
وخلاصة القول لا أرى مشكلة إذا أخطأنا بالتفسير ما دمنا نجتهد ونبذل كل جهدنا ونستشير أهل العلم أو أهل الاختصاص العلمي، وعندما يحدث خطأ في بحث من أبحاث الإعجاز العلمي أو تكون النظرية العلمية خاطئة يُردُّ هذا الخطأ إلى مؤلف البحث وإلى مؤلف النظرية، ولا يعني ذلك أن الخطأ من القرآن بل نحن فهمنا القرآن بشكل خاطئ، والله أعلم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق