إنه موريس بوكاي أحد أشهر أطباء فرنسا، والذي قام بفحص جثة أحد الفراعنة، وصرّح على الفور بأن هذا الفرعون قد مات نتيجة غرقه ولا زال ملح البحر مترسباً في جسده، وأنه قد حصلت معجزة في نجاة هذا الفرعون بجسده.
ولكن أحد المسلمين أخبره بأن القرآن الكريم قد ذكر قصة فرعون وغرقه ونجاته ببدنه! فقال هذا العالم: إن هذا غير معقول لأنني أنا أول من شاهد هذا الفرعون وأول من علم بقصته بعد أن مضى على غرقه آلاف السنين!!
ولكن عندما أخبره بالآية الكريمة التي تذكر هذه القصة: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)[يونس:92]. خشع قلب هذا العالم وقرّر دراسة الإسلام وأعلن إسلامه بعد ذلك لأنه أدرك بأن هذا الكلام لا يمكن أن يكون من عند بشر بل هو كلام ربّ البشر سبحانه وتعالى.
تحدث القرآن عن مراحل تطور الجنين بدقة بالغة، وقد كانت هذه المعجزة سبباً في إسلام الكثيرين. ومن هؤلاء أشهر علماء الغرب في علم الأجنَّة وهو الطبيب الكندي «كيث مور» الذي ألَّف مرجعاً عالمياً في مراحل تطور الجنين، ودُرِّس في كبرى جامعات العالم.
وعندما قرأ ما جاء في القرآن من قول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون: 12-14]. وجد أن هذه الآيات تطابق تماماً العلم الحديث، فكانت هذه الآيات سبباً في إيمانه ورؤيته نور الحق.
أحد القساوسة في مصر يحكي قصة إسلامه المؤثرة، فهو كان يقول قبل أن يسلم ويتساءل: إذا كنتُ أنا أغفر للناس خطاياهم فمن يغفر لي؟ وإذا كنتُ أعطي للناس المغفرة على ذنوبهم، فمن يغفر لي؟ وبعد ذلك يقول: بينما كنتُ في طريقي إلى السفر في أحد الباصات، إذ بغلام يأتي ويوزع كتيبات عن آيات من القرآن، وأعطاني واحداً منها.
وعلى الفور فتحتُ الكتيب لأنظر ما فيه ووقع نظري على عبارة: (قل هو الله أحد)!!! هذه العبارة غيرت حياتي فيما بعد! لقد أثرت فيّ منذ اللحظة الأولى حتى إنني تركتُ السفر وعدتُ إلى بيتي، وبقيتُ أفكر وأحاول الإجابة عن سؤال واحد: هل يوجد إله غير الله؟
وكانت هذه الآية سبباً في اعتناقي الإسلام، وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة لإقناعي بترك هذا الدين إلا أنني بقيت على الحق، لأنني أدركت أن الإسلام هو الحق وأن القرآن هو الحق.
هنالك الآلاف من الناس الذين اعتنقوا الإسلام بسبب آية وحتى جزء من آية! وعلى الرغم من أن هؤلاء في معظمهم لا يفقهون اللغة العربية أي لغة القرآن فقد أثرت آياته فيهم بشكل كبير وغيّرت مجرى حياتهم بالكامل، ويبقى السؤال الذي يجب أن نوجهه لأنفسنا: هل أثّر فينا القرآن الذي نردده كل يوم؟
ولكن يا إخوتي يحاول الملحدون والمشككون ومن يسير على نهجهم أن ينتقدوا أي قصة تتعلق بإسلام أحد العلماء الغربيين، لأن هذا يقض مضجعهم ويضعف موقفهم، فهم لا يزالون يتباهون بالتطور التقني الذي حققوه، ويعتبرون أن الإلحاد هو الذي قادهم لهذا التقدم العلمي!
ولكن غاب عنهم أن كل الكفار والمعاندين والمستكبرين كانوا أغنياء وذوي قوة ومال وسلطان، فقارون كان أغنى أهل الأرض، وفرعون ادعى أنه إله لهذا الكون؟ والنمرود ادعى أنه يحيي ويميت، وقبيلتي عاد وثمود كان لديهم قوة خارقة في نحت الجبال؟ وغيرهم كثير، ماذا كانت نهايتهم؟
كذلك لا يظنن أحد أن الله غافل عن أولئك الملحدين! فالله يعطيهم الدنيا ولكن ليجعل ذلك حسرة في قلوبهم، وتأملوا معي هذه الآيات العظيمة التي تأمرنا ألا نُعجب بهم وبإبداعاتهم وما وصلوا إليه، يقول تعالى: (وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [آل عمران: 176-178]. ويقول أيضاً: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة: 55].
0 التعليقات:
إرسال تعليق