الجمعة، 2 مايو 2014
5:04 م

ظلمات البحار


الآية الكريمة:
يقول تعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) [النور: 40].
شرح الآية:
يتحدث ربنا تبارك وتعالى في هذا النص القرآني عن أولئك الذين كفروا بآيات الله وأنكروا لقاءه وجحدوا برسوله، فهؤلاء مثل أعمالهم التي قاموا بها في الدنيا كمثل إنسان يركض وراء سراب، يلهث وراءه فإذا ما وصل إليه لم يجده شيئاً، ووجد عنده عمله السيئ،  ومثل هذا الكافر كإنسان يعيش في ظلمات بحر عميق لا يكاد يرى شيئاً بسبب الظلمات المتراكمة.
يقول الإمام القرطبي رحمه الله: (فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ) وهو الذي لا يدرك قعره واللجة معظم الماء، والجمع لجج، واللج هو البحر إذا تلاطمت أمواجه. يوجد في البحار العميقة أمواج داخلية لم يتم اكتشافها إلا حديثاً.
الحقيقة العلمية:
عندما نزل العلماء إلى أعماق المحيطات وجدوا أن البحار العميقة تتمتع بظلام دامس، وعلى عمق كيلو متر واحد لا يكاد الإنسان يرى شيئاً، وتزداد الظلمة إذا كانت أمواج البحر السطحية عالية الارتفاع لأنها تساهم في حجب ضوء الشمس.
كذلك وجدوا أن البحار العميقة في أعماقها هناك أمواج داخلية لا يمكن لأحد أن يراها إلا إذا نزل إلى أعماق أكثر من ألف متر، وهذه الأمواج قد تكون أشد من الأمواج السطحية.
وجه الإعجاز:
في هذا النص القرآني إشارتين علميتين:
1-               تحدث عن الظلمات في البحار العميقة وهو ما كشفه العلماء حديثاً ولم يكن معلوماً زمن التنزيل.
2-               أشار إلى الأمواج الداخلية العميقة وهو ما كشفه العلماء أيضاً، وهو ما أشارت إليه الآية في قوله تعالى: (يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ).
بقلم عبد الدائم الكحيل:         www.kaheel7.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق