الاثنين، 7 أبريل 2014
5:22 م

إعجاز مذهل في ثلاثة أحرف


سؤال طالما فكرت فيه: لماذا اختار الله تعالى لاسمه كلمة (الله)؟! وبعد رحلة طويلة في بحر القرآن الكريم، كنتُ دائماً فيها أجد الإعجاز في كل سورة وفي كل كلمة، قررتُ أن أركز البحث في اسم (الله) تعالى، وطرحتُ سؤالاً: هل يمكن أن نجد في هذه الكلمة معجزة مبهرة تشهد على وجود الله تعالى؟
لو تأملنا هذا الاسم العظيم (الله) نجد أنه اسم يتألف من ثلاثة أحرف ألفبائية عدا المكرر، وهي:
- حرف الألف.
- حرف اللام.
- حرف الهاء.
لقد أعدتُ طرح السؤال على الصيغة التالية: كم مرة تكرر كل حرف من هذه الحروف في كلمة (الله)؟ ومن الواضح أن الجواب سهل جداً، فحرف الألف تكرر مرة واحدة في كلمة (الله)، وحرف اللام تكرر مرتين في كلمة (الله)، وحرف الهاء تكرر مرة واحدة في كلمة (الله).
ولكن أين هي المعجزة، وكيف نبدأ البحث؟ وما هو العدد الذي تقوم عليه هذه المعجزة؟
لقد وجدتُ بأن العدد الذي يعبر عن وحدانية الله تعالى هو العدد 1، فالله تعالى واحد، يقول تعالى: (قل هو الله أحد) هذه الآية العظيمة تتألف من أحد عشر حرفاً. وكأن العدد 11 هو تأكيد للعدد واحد، إذ يتكرر فيه الرقم 1 مرتين، فالله واحد أحد.
والآن إذا استطعنا اكتشاف معجزة تقوم على العدد 11 بالذات في اسم (الله) وليس أي عدد آخر، فإن هذا سيكون دليلاً مادياً على وحدانية الله تعالى، وأن الله قد اختار لاسمه حروفاً محددة وأودع فيها هذه المعجزة لتشهد على وحدانيته بلغة الأرقام. وبخاصة أن العدد 11 هو عدد أولي مفرد لا يقبل القسمة إلا على نفسه وعلى الواحد وهو يتألف من 1 و 1 ، أي (واحد أحد)!
حروف الألف واللام والهاء
والآن لنكتب تكرارات حروف اسم (الله) أي الألف واللام والهاء ونتذكر دائماً بأننا نتعامل مع الحروف كما تكتب وليس كما تُلفظ (مع العلم أن لفظ الكلمات له إعجاز وقد تناولنا ذلك في مقالات أخرى):
حرف الألف     حرف اللام      حرف الهاء
1                 2               1
دائماً نستخدم طريقة صف الأرقام فنقرأ العدد كما هو دون أن نغير فيه شيئاً، لقد كانت المفاجأة أنني عندما قرأتُ هذا العدد والذي يمثل تكرار حروف اسم (الله) في هذا الاسم وهو 121 وجدت أن هذا العدد يساوي أحد عشر في أحد عشر:
121 = 11 × 11
وسبحان الله! إنها معادلة محكمة، ولكن كيف أتأكد أن هذه المعادلة مقصودة من الله وليست مصادفة؟ لذلك فقد فكرتُ أن أبحث عن هذه الحروف أي حروف اسم (الله) في أول آية ذكر فيها اسم (الله) وهي الآية الأولى من القرآن: (بسم الله الرحمن الرحيم) [الفاتحة: 1].
أول آية ذكر فيها اسم (الله)
لقد وجدتُ بأن حرف الألف قد تكرر في هذه الآية ثلاث مرات، وحرف اللام تكرر أربع مرات، وحرف الهاء تكرر مرة واحدة، وكتبت هذه الأرقام:
حرف الألف     حرف اللام      حرف الهاء
3                  4                1
لقد كانت المفاجأة الثانية أن هذا العدد أي 143 من مضاعفات العدد 11 ويساوي:
143 = 11 × 13
وتابعتُ رحلة البحث وقلتُ إذا كانت الآية الأولى التي ذكر فيها اسم (الله) تحوي نظاماً لحروف اسم (الله) يقوم على العدد 11 الذي يعبر عن وحدانية الله تعالى، فهل من الممكن أن نجد النظام ذاته في آخر آية تحدثت عن الله في القرآن؟
آخر آية ذكر فيها اسم (الله)
إن آخر آية في القرآن ذكر فيها اسم (الله) هي (الله الصمد) [الإخلاص: 2]. ولكن كيف تكررت حروف (الله) في هذه الآية العظيمة؟؟ إذا تأملنا هذه الآية نجد أن حرف الألف تكرر مرتين، وحرف اللام تكرر ثلاث مرات، وحرف الهاء تكرر مرة واحدة، لنكتب ذلك ونتأمل هذه المعجزة:
حرف الألف     حرف اللام      حرف الهاء
2                   3                1
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف اسم (الله) في آخر آية ذكر فيها اسم (الله) هو 132 والعجيب أن هذا العدد من مضاعفات العدد 11 أيضاً:
132 = 11 × 12
وسبحانك يا من أحكمتَ حروف اسمك وجعلتنا نرى هذه المعجزات فيه! ولا نملك إلا أن نقول كما علمتنا: (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها) [النمل: 93].
الملحد يطلب المزيد!
هذا ليس كل شيء، وهنالك المزيد. فالملحد يفتش دائماً عن مهرب من المعجزة وتجده ينادي دوماً بالمصادفة، وهذا ما حدث معي بالفعل عندما ناقشت احد الملحدين في هذه المعجزة، فقال لي بعد تفكير طويل: أنت تعلم أن حروف اسم (الله) أربعة وليست ثلاثة، فلماذا تكتب تكرار الألف واللام والهاء، وأين تكرار اللام الثانية؟
وفي البداية ظن أنه استطاع أن يجد مخرجاً للهروب من الاعتراف بوحدانية الله تعالى، ولكن الله تعالى يعلم بعلمه الأزلي أنه سيأتي أمثال هؤلاء ويعترضون على ذلك، ولذلك فقد أودع الله مزيداً من المعجزات في حروف اسمه، ويمكنني أن أخبرك أخي القارئ أنني واثق تمام الثقة بأننا إذا أردنا أن نؤلف كتاباً كاملاً عن حروف اسم (الله) لاستطعنا، بل كلما بحثنا في هذا الاسم العظيم سوف نرى إعجازاً وإعجازاً.
العدد 111 يشهد ...
لقد صنعتُ ما قاله لي هذا الملحد ولكن المفاجأة كانت بالنسبة له أكبر مما هي بالنسبة لي!! لقد كتبتُ حروف اسم (الله) مع المكرر كما طلب، وكتبتُ تحت كل حرف عدد مرات تكراره في اسم (الله) كما يلي:
ا     لــــلــــه
1     2    2      1
وكانت المفاجأة أنني عندما قرأت العدد الذي يمثل تكرار حروف اسم (الله) في هذا الاسم الكريم وهو 1221 أن هذا العدد يساوي، وتأمل معي:
1221 = 11 × 111
فسبحان الله! تكرر الرقم 11 وتكرر معه الرقم 111 وهو يتألف من الرقم واحد ثلاث مرات، وكأن الله تعالى يريد أن يؤكد لجميع البشر أنه قد احكم حروف اسمه الكريم، وسوف يتكرر الرقم واحد ليشهد على أن الله واحد!!!
تكرار حروف اسم (الله) في أول آية
وتابعتُ رحلة البحث وقلتُ: هل يبقى هذا الإحكام ليشمل أول آية وآخر آية ذكر فيهما اسم (الله)؟؟ عدتُ من جديد وكتبتُ اسم (الله) بأحرفه الأربعة وتحت كل حرف تكراره في (بسم الله الرحمن الرحيم):
ا     لــــلــــه
3    4      4       1
إن العدد الجديد 1443 من مضاعفات العدد 111، لنتأكد:
1443 = 111 × 13
ولكن لماذا العدد 111، وليس العدد 11 هنا؟؟ والجواب لأننا عندما كررنا حرف اللام تكرر معنا الرقم واحد! فعندما درسنا تكرار (ا ل هـ) كان العدد من مضاعفات 11، وعندما درسنا تكرار (ا ل ل هـ) كان العدد من مضاعفات 111، أي يتكرر معنا الرقم واحد على صيغتين: 11 و 111 ، وهذا يدل على التأكيد على وحدانية صاحب هذا الاسم بلغة الرقم واحد!!!
تكرار حروف اسم (الله) في آخر آية
ولكن ماذا عن آخر آية ذكر فيها اسم (الله) وهي (الله الصمد)؟ وهل يبقى هذا التكرار للرقم واحد قائماً وشاهداً على أن الله واحد؟ لنكتب آخر آية في القرآن فيها اسم (الله) وتكرار حروف اسم (الله) في هذه الآية، كما فعلنا سابقاً:
ا     لــــلــــه
2    3      3       1
وهنا نجد من جديد العدد الذي يمثل تكرار حروف (الله) في آخر آية ذكر فيها اسم (الله) هو 1332 وهذا العدد من مضاعفات العدد 111:
1332 = 111 × 12
والآن اكتملت معنا اللوحة الإلهية الرائعة لمعجزة لفظ الجلالة (الله) وتكرار حروفه وتكرار الرقم واحد. لنتأمل كيف يتكرر الرقم واحد في جميع المعادلات على صيغتين: 11 و 111:
تكرار حروف اسم (الله) في كلمة (الله)
الألف     اللام     الهاء
1        2        1     =    11  ×  11
ـــــــــــــــــــــــــ
تكرار حروف اسم (الله) في كلمة (الله) مع المكرر
ا     لــــلــــه
1     2    2      1     =  11  × 111
ـــــــــــــــــــــــــ
تكرار حروف اسم (الله) في (بسم الله الرحمن الرحيم)
الألف   اللام    الهاء
3       4       1   =   11  ×  13
ـــــــــــــــــــــــــ
تكرار حروف اسم (الله) في (بسم الله الرحمن الرحيم) مع المكرر
ا     لــــلــــه
3    4      4       1   =  111  ×  13
ـــــــــــــــــــــــــ
تكرار حروف اسم (الله) في (الله الصمد)
الألف    اللام    الهاء
2        3       1   =  11   ×   12
ـــــــــــــــــــــــــ
تكرار حروف اسم (الله) في (الله الصمد) مع المكرر
ا     لــــلــــه
2    3      3       1     =    111  ×  12
ـــــــــــــــــــــــــ
وأختم هذا البحث بسؤال:
أي كتاب من كتب البشر تتكرر حروف اسم مؤلفه بهذا النظام المبهر؟ ألم يَحِن لتلك القلوب التي أقفلت أبوابها أمام كلام الله وآياته ومعجزاته، ألم يحن لها أن تنفتح وتستقبل نور القرآن ونور الإيمان؟
أيها المنكر لكلام الله تعالى ووحدانيته: ماذا تطلب دليلاً أكثر من هذا؟ وما هي الطريقة التي تحب أن تقتنع بها بأن الله موجود ومطلع عليك وسوف تقف أمامه وحيداً يوم القيامة فماذا أعددت لهذا اللقاء غير إلحادك وسوء ظنك بالله؟
ولكن قبل ذلك سوف أخبرك بلحظة الموت وهي قريبة منك، هذه اللحظة سأصورها لك بكلام عظيم هو كلام الله تعالى، فأرجو أن تتخيل هذا الموقف للحظة من الزمن، يا من تدعون أنكم تؤلفون قرآناً يشبه كلام الله، وتفترون فيه على الله وتقولون إن باستطاعتكم أن تأتوا بكلام مثل كلام الله، هذه هي صورتكم في كتاب ربنا أخبرنا عنها منذ ألف وأربع مئة سنة، يقول تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ) [الأنعام: 93].
ولكن يا رب العالمين: ما هو مصير هؤلاء، وهل تخبرهم مسبقاً بنهايتهم المؤكدة إن لم يتوبوا ويرجعوا إليك؟ يقول تعالى في هذه الآية مخبراً عن مصير كل من يدعي أن باستطاعته الإتيان بمثل القرآن: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام: 93].
هذا في الدنيا ولكن ماذا عن الآخرة؟ وكيف يصور لنا القرآن حال هؤلاء البؤساء؟ يقول تعالى في الآية التالية من هذا النص القرآني: (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) [الأنعام: 94].
اللهم نشهدك أننا آمنا بكل كلمة وبكل حرف أنزلته في كتابك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق