يبذل علماء الفضاء جهوداً حثيثة في محاولاتهم للاتصال بالحضارات الذكية المحتمل تواجدها في الفضاء عن طريق التلسكوبات الرادوية.
ويقع أكبر مرصد رادوي في العالم على هضاب (أريسبو) في جزر البورتريكو بالمحيط الأطلسي ويبلغ قطر عاكس التلسكوب أكثر من 1000 قدم وتغطية من الداخل صفائح الألمنيوم ،ويصل مدى هذا الرادار إلى 60000 سنة ضوئية، ويشرف على هذا المرصد جامعة كورنيل بنيويورك . لقد بنى هذا التلسكوب أساساً لدراسة الطبقات الوسطى والعليا من الغلاف الغازي، وأيضاً للبحث عن إشارات رادوية محتملة من الحضارات الذكية المحتمل تواجدها في الكون، ويستخدم العلماء لغة متقدمة في علوم الرياضيات تسمى "البكتوغرام" للبحث والتقصي ، وهي عبارة عن نبضات قوية من موجات المايكروويف عالي الوضوح.
هناك خصوم ومؤيدون لنظرية وجود حضارات ذكية في الكون، فالمؤيدون للنظرية هم علماء الرياضيات والذين يعتمدون على نظرية الاحتمالات، فلنفترض جدلاً بأن كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد المأهول في الكون بنسبة 99.9999% ويبقى الرقم الضئيل 0.00000001% الذي يعني وجود حياة. هل يعرف القارئ الكريم كم يمثل هذا الرقم داخل مجرة درب التبانة وحدها؟
إن هذا الرقم الضيئيل يمثل 36000 كوكب مأهول داخل مجرتنا فما بالكم بملايين المجرات الأخرى؟
خصوم النظرية يتمسكون بالأبعاد الشاسعة جدا للكون فإذا تم إرسال رسالة رادارية بسرعة الضوء 300.000كم/ثا إلى أقرب مجرة (ألفا قنطورس) فستستغرق 2.4 مليون سنة ضوئية ذهاباً ولنفترض بأن هناك حضارة ذكية حللت وفهمت لغة البكتوغرام واستجابت وأرسلت الرد فتستغرق 2.4 مليون سنة ضوئية فيكون مضى على زمن الأرض؟ سيكون 4.8 مليون سنة بمعنى آخر.. لسنا الحضارة الإنسانية التي ستستقبل الرد.
إن هناك مشروعاَ ضخماً تحت إشراف وكالة أبحاث وعلوم الفضاء والطيران الأمريكية (NASA) يسمى(SETI) وهو البحث عن حضارات ذكية في يالكون وتبلغ ميزانيته 3 مليار دولار.. لا أعتقد بأن هذا المبلغ سينفق هدراً من دون عائد.
قد يسأل أحد القراء هل ذكر في القرآن الكريم أي إشارات عن وجود حضارات أخرى غير الموجودة على كوكب الأرض؟
لست متخصصاً في هذا المجال، ولكني اعتقد بأن هناك أكثر من 17 موضعاً في القرآن الكريم فيه إشارات ضمنية أو صريحة بوجود خلق آخر غير الجن والإنسان والملائكة ولعل الآية الكريمة في سورة الشورى آية 29 (ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) واحدة منها، فما هي دواب السماء؟؟
لقد اكتشف العلماء أنظمة شمسية مشابهة لنظامنا الشمسي ،لا يزال العلماء يبحثون إمكانية وجود ماء على سطح كوكب المريخ.
ما زلت أذكر مناقشتي مع الشيخ عبد المجيد الزنداني في محاضرة ألقاها بجامعة الملك عبد العزيز عام 1413هـ حول هذا الموضوع حيث أوضح فضيلته في تفسيره للآية الكريمة (لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) "الأنعام 67" أي أن لكل خبر وقت محدد سيحدث فيه، فجمع الدواب الموجودة في السماوات سيحدث ولكن في الزمن والكيفية التي يعلمها الله تعالى والله أعلم.
إني لست من دعاة إقحام الآيات القرآنية الكريمة في مواضيع لم يحسمها العلم الحديث، ولكني أقول بأن هناك محاولات جادة للبحث والتقصي عن حضارات ذكية في الكون عبر هذا المرصد وخاصة في مجرة "M13" حيث اكتشف العلماء أنظمة شمسية مشابهة لنظامنا الشمسي (نجم متوسط الحجم وكواكب تدور حولها) في هذه المجرة القريبة، وربما قد تنجح محاولاتهم يوم ما.
بالنسبة للحياة التي يبحث عنها علماء وكالة أبحاث وعلوم الفضاء والطيران الأمريكية (NASA) داخل المجموعة الشمسية فهي الاشنات والبكتيريا والطحالب الخضراء المزرقة وغيرها من البدائيات، ويركزون في ابحاثهم العلمية على القمر (تيتان) التابع لكوكب زحل والقمر (ترايتون) التابع لكوكب نبتون والقمر (أيو IO) التابع لكوكب المشتري حيث أشارات الصور الملتقطة من المسبار الفضائي فوياجر2 (VOYAGER 2) التي خرجت من المجموعة الشمسية، والصور الملتقطة من المسبار جاليوليو (Galileo) دلت على وجود براكين نشطة في هذه الأقمار الثلاثة وخاصة البركان العنيف على القمر أيو (IO) التابع لكوكب المشتري، ويعتقد العلماء أن واحدة من مكونات الغازات البركانية المنبعثة من الفوهات هو بخار الماء (H2O) وهو دليل قوي على إمكانية وجود حياة بدائية على مثل هذه التوابع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق