السبت، 15 مارس 2014
6:03 م

هل مــا زال الكتـــاب خير جلـيس ؟

رغد سهيل : « خير جليس في الزمان كتاب « حكمة قيلت حين كان الكتاب ذو مكانة كبيرة و متميزة بين عشاقه حيث كان الأصدقاء في ستينيات  القرن الماضي يتبارون فيما بينهم في القراءة و يتسابقون في إنهاءه ليبدأو بكتاب أخر و يبقى الكتاب يدور يتنقل بين أفراد البيت الواحد و بين الجيران و الأصدقاء
( مبارة في استحصال اكبر عدد من المعلومات )
تقول السيدة أم محمد: « منذ صغرنا شجعنا والدي على القراءة وكنا انا و إخوتي نتبارى فيما بيننا من ينتهي من قراءة الكتاب أولا وكنا نجلس و نناقش مضمونه و تضيف أم محمد  تنوعت الكتب التي قرءناها بين الرواية و الكتب العلمية و السياسية كان هدفنا زيادة المعرفة وكنا نتبادل الكتب مع أبناء المنطقة لأننا جيل نحب القراءة «.
فيما يذكر السيد ضياء ان الكتاب كان لا يفارق يديه  ويحاول ان ينهيه في اقصر فترة و يذكر يوما ما حصل على رواية جديدة و كانت تتألف من 500 صفحة  أنهاها في يومين !! يقول كنت  اسهر لأنهي الكتاب الذي بين يدي .
( تدمير الحضارة يكمن في بعد أهلها من القراءة )
لا يخفى علينا ما للكتاب  والقراءة من أهمية فالكتاب ثقافة و توجيه ومعرفة و علم و المجتمع القارئ مجتمع مثقف لا يمكن هزيمته فقد قيل  « ليس عليك ان تحرق الكتب لتدمر حضارة فقط اجعل الناس تكف عن قراءتها ويكن ذلك «
إذا فالقراءة هي الوحيدة التي تبني جيل واعي ولا يكون ذلك إلا ان نبدأ بتعليم الطفل على حبها منذ نعومة أظفاره ، فوضع مكتبة متنوعة في غرفة الطفل وفي البيت من شانه ان يخلق ابناءا متذوقين للقراءة فهي تفتح العقل و تنمي التفكير الإبداعي فيشعر المرء بأنه إنسان ذو شخصية متميزة بين اقرانه بما يحمله من ثقافة و معرفة وهذا  الشعور يدفعه للقراءة أكثر و أكثر.
اليوم و مع التطور التكنولوجي الحاصل ابتعد الشباب عن الكتاب فنسبة القراءة متدنية جدا بل تكاد تخلو مكتباتنا من الشباب حيث يذكر السيد  غازي فيصل  والذي يعمل في المكتبة الأهلية في منطقة البصرة القديمة ان نسبة الشباب الذي يرتاد المكتبة قليل جدا بل يكاد لا يذكر لان شباب اليوم تحول اهتمامهم من القراءة إلى  الاهتمام بالتكنولوجيا .
وحول نوعية الكتب التي يبتاعها الشباب أشار الأستاذ غازي إلى ان الشباب الذي يرتاد المكتبة  فانه غالبا ما يبحث عن  الكتب الخاصة بالأبراج والمسجات و الشعر الشعبي !!
تشير الإحصائيات العالمية الأخيرة ان نسبة القراءة في الوطن العربي عموما متدنية كثيرا فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة  عربية دراسة حول معدلات القراءة في الوطن العربي أظهرت ان القارئ العربي يقرا في كل عام نحو ربع صفحة ! وقالت الصحيفة : «مازال الجفاء في أوجه بين المواطن العربي و الكتاب فالدراسات الدولية الأخيرة حول معدلات القراءة في العالم أوضحت ان معدل قراءة المواطن العربي سنويا ربع صفحة في الوقت الذي تبين فيه ان معدل قراءة الأمريكي 11 كتاب سنويا و البريطاني 7 كتب في العام.
واعتبر المثقفون ان نتائج هذه الدراسات ليست مستهجنة بالنسبة لهم أو لأصحاب القرار فجميعهم يدركون هذا الأمر . وفي الوقت الذي حمل فيه البعض الظروف الاقتصادية و السياسية التي يمر بها البلد مسؤولية تراجع نسبة القراءة لدى الشباب اعتبر آخرون ان هذه الظروف يجب ان تكون حافزا للقراءة  ولتوسيع المدارك الثقافية لاستيعاب  لتغييرات الحاصلة على المجتمعات سواء التغييرات السياسية أو الاقتصادية
وللأسف  تشير الدراسات أيضا إلى ان ما تنتجه الدول العربية من الكتب يساوي 1,1 % من الإنتاج العالمي لا أكثر رغم ان نسبة سكان الوطن العربي إلى سكان العالم تقريبا 5%  حسب إحصائيات 2006 . ويقرا كل 20 عربيا كتابا واحدا بينما يقرا كل بريطاني 7 كتب أي ما يعادل ما يقراه 140 عربي للأسف .

0 التعليقات:

إرسال تعليق